الاثنين، 18 أبريل 2011

المكتبات الرقمية

المكتبات الرقمية


المستخلص:
يهدف البحث إلى التعريف بالمكتبات الرقمية بشكل عام وميزاتها وتنظيمها وكذلك يهدف إلى التعريف بنظام Green Stone ونشر خصائصه الفنية بين المتخصصين في مجال المعلومات لبناء مكتبة رقمية شخصية التي أصبحت من المستلزمات الضرورية لجميع المتخصصين في مجال البحث والتدريس .
كذلك تحدثنا عن نظام الفهرس الآلي في مكتبات جامعة أكسفورد والمكتبة الرقمية التابعة لها والمكتبات التابعة لنظامها كنموذج للمكتبات الرقمية.

المقدمة :
يحدد مؤرخو المعلومات ومؤسساتها خمسة اختراعات، أو بالأحرى خمسة ثورات كبرى ، في قطاع المعلومات ، تبدأ باختراع الكتابة ، مروراً باكتشاف صناعة الورق ، ثم باختراع الطباعة ، فالحاسوب ،وانتهاء بشبكة المعلومات العالمية ( الانترنيت ) .
ومن التأثيرات الهامة التي أفرزتها الإنترنت في قطاع المعلومات مساعدتها على انتشار ما يعرف بالمكتبات الرقمية التي بدأت تستحوذ على اهتمام مختصي المعلومات، فنشر حول الموضوع العديد من الدراسات ونظمت المؤتمرات والندوات العلمية لتدارس مختلف جوانبها ، وأساليب تنظيمها وإدارتها، والتخطيط لها وتصميمها.
فمفهوم المكتبة الرقمية يدل على نظام معلومات تكون فيه موارد المكتبة متوفرة في شكل يعالج بواسطة الحاسوب ، وفيه تستند جميع وظائف الاقتناء والحفظ والاسترجاع والإتاحة إلى تكنولوجيا الرقمنة.
والرقمي مرتبط بآلية إضافة النص فهو يبدأ من الفكرة إلى التنفيذ وصولا إلى النشر من خلال الحاسوب الذي يعتمد على الرقمين 0 ، 1 ، ومن هذا آتى مصطلح المكتبات الرقمية.
تعريف المكتبة الرقمية :
المكتبات الرقمية هي مجموعة من المصادر الالكترونية والإمكانات الفنية ذات العلاقة بإنتاج المعلومات، و البحث عنها واستخدامها.... وبذلك فإن المكتبات الرقمية هي امتداد ودعم لنظم خزن المعلومات واسترجاعها التي تدير المعلومات الرقمية بغض النظر عن الوعاء سواء كان نصياً أو صوتياً أو في شكل صور بنوعيها الثابت وغير الثابت، وتكون متاحة على شبكة موزعة. ( الكميشي،2004 ، ص8 )

مشكلة المصطلحات:
ظهرت العديد من المفاهيم والتعريفات والمسميات العصرية للمكتبة الرقمية، وهي مسميات متداخلة إلى حد كبير ومن هذه المسميات:
المكتبة الالكترونية Electronic Library
المكتبة المهجنة Hybrid Library
المكتبة الافتراضية Virtual Library
مكتبة المستقبل Library Of Future
المكتبة الرقمية Digital Library
مكتبة بدون جدران Lib. With out wall
البوابات Portals

رغم كثرة المصطلحات إلا أنه لم يستخدم منها سوى ثلاث مصطلحات تعتبر هي الأكثر شيوعاً و هي :
§ المكتبات الرقمية : Digital Libraries
هي المكتبة التي تملك مصادر إلكترونية محسبة فقط، ولا تستخدم مصادر تقليدية مطبوعة بغض النظر عن أن تكون متاحة على الانترنت أو لا.
§ المكتبات الافتراضية : Virtual Libraries
هي مكتبة موجودة على الانترنت وليس لها مكان على الواقع.
§ المكتبة الالكترونية : Electronic Library
المكتبة الالكترونية لها معنيان وهما:
1- هي المعنى الشامل الذي يشمل كل المصطلحات.
2- هي مكتبة عكس الافتراضية لها موقع على الانترنت ومكان في الواقع.
وتختلف المكتبات الرقمية عن المكتبة الالكترونية بأنها تعتمد على فكرة خزن المعلومات واسترجاعها وتوفير إمكانية الوصول إلى خدمات هذه المكتبات بواسطة توفير مداخل عن بعد Remote Access تمكن المستفيد ( المستخدم ) من استخدام مصادر المعلومات الالكترونية بشكلها الالكتروني وطباعتها على ورق من مختلف مكتبات العالم.
يتضح من خلال استعراض المصطلحات السابقة أن بعضها قد يستخدم تبادلياً كما هو الحال بالنسبة للمكتبات الالكترونية، والافتراضية، وكذلك مكتبات بلا جدران، ومن حيث توفر نصوص الوثائق في أشكالها الالكترونية المختزنة على الأقراص الليزرية، أو المرنة، أو الصلبة، أو من خلال البحث بالاتصال المباشر. أما المكتبة الرقمية فتمثل الوجه المتطور للمكتبة الالكترونية من حيث تعاملها مع المعلومات كأرقام ليسهل تخزينها وتناقلها في تقنيات المعلومات والاتصالات واستثمارها وتداولها الكترونياً بأشكال رقمية. ( الرباعي، 2003 ، ص 8-9 ، 11 )

تاريخ المكتبة الرقمية:
يمكن تحديد مرحلتين أساسيتين في تاريخ المكتبات الرقمية هما:
§ المرحلة الأولى: أسهمت بعض المؤسسات مثل مؤسسة العلوم القومية ( NSF)، و وكالة ناسا ( NASA) بشكل فاعل في تمويل مشروعات بحث رائدة في بداية التسعينيات وأواسطها.
§ المرحلة الثانية: أدى النجاح الذي تحقق في المرحلة الأولى إلى ظهور المرحلة الثانية التي جاءت داعمة للمرحلة التي سبقتها، ويتمثل الدعم فيما يلي:
• تغطية أوعية مختلفة تشمل الأشرطة الصوتية والموسيقى والبيانات الاقتصادية والبرمجيات والفيديو والمواد النصية.
• تنويع المحتوى ليشمل مواد النماذج الأنتربولوجية و الصور والمخطوطات الأدبية وسجلات المرضى.
• استكشاف قضايا تكنولوجية جديدة مثل أمن المعلومات والتصنيف الآلي ومصدر المعلومات.
• تضافر الجهود نتيجة لارتفاع عدد الوكالات الممولة لمشاريع المكتبات الرقمية وتنوعها. ( بروفي ، 2006 ، ص 26 )

المكتبات الرقمية الشخصية:
بعد مراجعة النتاج الفكري العربي والعالمي في مجال المعلومات للتعرف على ما كتب عن هذا الموضوع لوحظ إن هذا المصطلح لا يزال جديد على المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات ومن النادر أن تجد بحث أو دراسة تناولته بشكل مباشر على حد علم الباحث، فضلا عن ذلك هناك الكثير من المصنفات الرقمية تناولت موضوع المكتبات الرقمية وبدرجة أقل من المكتبات الشخصية كلا على حدة. ويمكننا تعريف المكتبات الرقمية الشخصية Personal Digital Libraries على أنها بيئة خزن الكترونية تجمع فيها الكتب والدوريات ومصادر المعلومات الأخرى في هيئتها الرقمية باستخدام النظم والبرمجيات التي تسمح للمستفيد بالوصول إليها آليا وتصفحها لأغراض الإفادة منها. ويشترط فيها التخصص الموضوعي الذي ينسجم مع اهتمامات الشخص المسؤول عن تجميعها. وعليه يمكن تحديد مجموعة للخصائص التي تنسجم مع هذا التعريف:
1- يجب أن تكون مجموعتها من مصادر معلومات رقمية ومخزنة في وسائط خزن الكترونية.
2- يجب أن تلبي مجموعتها المتطلبات الموضوعية لشخص معين.
3- يجب استخدام برمجيات خاصة تسمح بعملية الاسترجاع والتصفح.
4- يجب أن تكون المجموعة قابلة للتحديث بالإضافة والحذف.
وعليه يمكن القول إن الكثير منا يمتلك بشكل أو بآخر مكتبة رقمية شخصية، على سبيل المثال عندما نجمع في قرص مدمج عدد من مصادر المعلومات التي نجدها تلبي احتياجاتنا المختلفة في البحث والدراسة والاستطلاع فهذا يعني إننا نمتلك مكتبة رقمية. وهذا المعنى ينطبق على قيام البعض بتخزين مجموعة من المصادر التي يتم تحميلها من الانترنت على حاسوبه الشخصي في مشغل خاص ، وقد يعمل على توزيعها في مجموعة من المجلدات حسب التخصص الموضوعي للإفادة منها مستقبلا، إن هذه النماذج ينقصها الخاصية الثالثة وهي وجود برمجيات معينة تسمح بتحميل المصادر وتتيح عملية الوصول المنطقي إلى محتواها وفقا لآليات بحثية تمكن المستفيد من استرجاع المحتوى النصي بدلالة الكلمات المفتاحية أو العناوين أو الموضوعات ..... الخ. وبالرغم من وجود برمجيات عديدة تمكن من تنفيذ هذه العملية إلا أن برنامج Green Stone يتميز بخصائص فريدة تجعله مناسباً لتنفيذ بناء المكتبات الرقمية عموما والمكتبات الشخصية بشكل خاص. ( الزهيري ، 2004 ، ص 261-262 ، 264)

برنامج Green Stone:
يعد من البرامج التي تدعمها المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة UNESCO لتحويل محتوى قواعد البيانات والملفات النصية إلى مكتبات رقمية متكاملة ويسمح بتحويل تلك المكتبات على أقراص مدمجة أو نشرها على الانترنت. ويتمتع هذا البرنامج بخصائص عديدة من أهمها:
1- يدعم النظام واجهات عمل بالغات عديدة منها اللغة العربية ويسمح ببناء مكتبات رقمية لمحتوى نصي للوثائق والمستندات بمختلف اللغات.
2- يدعم النظام عمليات تحويل قواعد بيانات نظام CDS/ISIS بإصدارات DOS و WINDOSE إلى مكتبات رقمية.
3- يسمح النظام ببناء مكتبات رقمية بالنص الكامل.
4- يدعم النظام تقنية النص المترابط والوسائط المتعددة.
5- سهل الاستخدام ولا يتطلب خبرة برمجية لتنفيذ عملية بناء المكتبات الرقمية.
6- يتعامل النظام مع مختلف أنواع المستندات والوثائق بغض النظر عن البرنامج المستخدم في تحريرها.
7- يعد من البرامج مفتوحة المصدر والذي يمكن تعديله لمتطلبات المستخدم.
8- يوفر النظام آلية لتحميل الملفات النصية من الانترنت مباشرة.
9- يسمح النظام بنقل محتوى المكتبات الرقمية إلى الأقراص المدمجة ويمنحها إمكانية التشغيل الذاتي.
10- يسمح النظام بنشر المكتبات الرقمية على شبكة الانترنت.
11- يوفر النظام آلية بحث متطورة لأغراض استرجاع المعلومات باستخدام العوامل المنطقية.
12- النظام متاح للتحميل المجاني من خلال الموقع www.greenstone.org

خطوات بناء المكتبة الرقمية الشخصية:
1- تهيئة المستندات.
2- تحميل البرنامج والإعدادات الأولية.
3- تعريف المكتبة الرقمية.
4- مرحلة التجميع.
5- مرحلة التصميم.
6- بناء المكتبة. ( المرجع السابق ، ص 270-271 )

مميزات المكتبة الرقمية عن المكتبة التقليدية:
§ تكون السيطرة على أوعية المعلومات الإلكترونية سهلة وأكثر دقة وفاعلية من حيث تنظيم البيانات والمعلومات وتخزينها وحفظها وتحديثها مما ينعكس على استرجاع الباحث لهذه البيانات والمعلومات.
§ يستفيد الباحث من إمكانات المكتبة الرقمية عند استخدامه لبرمجيات معالجة النصوص ولبرمجيات معالجة الترجمة الآلية عند توافرها، والبرامج الإحصائية فضلاً عن الإفادة من إمكانيات نظام النص المترابط الوسائط المتعددة.
§ إمكانية الحصول على المعلومات والخدمة بعد تخطي الحواجز المكانية والحدود بين الدول والأقاليم واختصار الجهد والوقت، وبإمكان الباحث أن يحصل على كل ذلك وهو في مسكنه أو مكتبه الخاص.
§ يمكن البحث والاستعارة منها في كل الأوقات ومن على بعد.
§ إمكانية الاستفادة من الموضوع ومطالعته من قبل عدد كبير من الباحثين في وقت واحد.
§ تساعد في نشر الوعي الثقافي الرقمي وتشجيع الباحثين والمؤلفين على الاستفادة من الوسائط المتعددة.
§ مواكبة التقدم في العالم واستغلال وجود تسهيلات أكبر للوصول إلى شبكات المعلومات.
§ الخدمة ذاتية وبالتالي يقل العبء على المكتبة.
§ أنها أقل تكلفة. ( الزهري ، 2001 ، ص 111- 112 )

المكتبة الرقمية في الوطن العربي:
إن الحديث عن المكتبة الرقمية في وطننا العربي دونه الكثير من المعوقات لا سيما إذا لاحظنا أن المكتبات التقليدية ما زالت هي الغالبة كما أن معظمها يفتقر إلى الميكنة وبعضها يستمر في اعتماد التوثيق الورقي لمحتوياته.
فمهمة الانتقال من العصر اليدوي إلى العصر الرقمي مازالت في بديتها وهي محط اهتمام الباحثين في هذا المجال في الوطن العربي في محاولة لتقليص أو حل بعض مشاكلها، كما أن المكتبات العربية تعاني من مشاكل عدة لا سيما في التمويل، وقد أفادت هذه المكتبات البعض الآخر بالفهرسة على الحاسب الآلي وبقي بعضها يستخدم نظام البطاقات القديم في التوثيق في حين تسعى مجموعة منها لأن تكون رقمية وهي مجموعة محدودة جدا في الدول العربية. ( حشمت ، 1993 ، ص 141، 143 )

استرجاع المعلومات الرقمية وآلياته:
يعتبر استرجاع المعلومات الإلكترونية وافداً جديداً يفتقر إلى تقاليد راسخة نجدها سائدة في عالم المطبوع. وتطرح الأوعية الإلكترونية المادية ( Material digital documents) مثل: الأقراص المدمجة (CD-Rom) والأقراص المرنة (Floppy Discs) وأقراص DVD مشكلات أقل حدّة من تلك التي يواجهها مختصو المعلومات في مجال استرجاع الوثائق الإلكترونية غير المادية Non-material digital documents) ) التي تعتبر الوثائق المتاحة على الخط المباشر أبرز مثال لها. فكما أشرنا إلى ذلك فيما سبق فإن الفئة الأولى من الوثائق الإلكترونية تم دمجها ضمن بقية مجموعات أوعية المعلومات، وبالتالي فإن فهارس المكتبة تتولى مهمة توفير البيانات الببليوغرافية الضرورية لاسترجاعها. كما أن تلك الأوعية ( أقراص مرنة أو مدمجة ) غالباً ما تصدر في عدد من النسخ، وهو ما يجعل التعرف إليها أمراً يسيراً. يضاف إلى ذلك أن بعض الببليوغرافيات الجارية بما في ذلك الببليوغرافيات الوطنية عادة ما تحصر هذه الفئة من الأوعية الإلكترونية وتوفر بيانات عنها. وتزداد مهمة التعرف إلى المصادر المتاحة على الخط المباشر واسترجاعها صعوبة لأن جزءاً منها له طابع داخلي ومخزن على حواسيب داخلية لا يمكن الوصول إليه بسهولة إلا عن طريق الإنترنيت ( Intranet ) أو لأنها محمية بواسطة برنامج أمني يعرف بجدران النار ( Fire Walls )، وهو ما يجعل التعرف عليها واسترجاعها وتنزيلها غير ممكن.
وباستثناء الحالات التي أشرنا إليها يبقى العديد من الوثائق الإلكترونية المتنوعة متاحة بالمجان على الإنترنت. كما أنه حتى المكتبات العامة الصغيرة يمكن أن تكون لها مواقع على الإنترنت تقدم معلومات رقمية تتمتع بالأصالة وذات قيمة كبيرة في كثير من الأحيان. لكن من المؤسف أن الوصول إلى مثل تلك الوثائق يعد أمراً صعباً؛ لأن التعرف إلى المواقع التي تتضمن تلك الوثائق يشكل في حد ذاته تحدياً كبيراً.
إن استرجاع الوثائق الرقمية المادية وعلى رأسها الأقراص المدمجة ( CD- Rom) يعد أمرًا يسيرًا نسبيًا لأنه توجد أدلة مهنية ( Professional Directories ) يرجع البعض منها إلى 20 سنة تقوم بتغطية معظم ما ينشر في المجال. فهي تقوم بحصر الأقراص المدمجة التي تصدر في عدة نسخ، وهي غالبًا ما تغطى من قبل فهارس المكتبات التي توجد بها.
إن استرجاع الوثائق الرقمية المتاحة على الخط المباشر يعتبر حديث العهد وأكثر تشعبًا. وسيزداد حجم هذه الفئة من الوثائق في المستقبل.
وبالرغم من القوة التي تتمتع بها محركات البحث والأدلة الموضوعية ومحركات البحث الكبرى، فإن النتائج التي يمكن أن تفضي إليها لا تتميز بالشمولية. فهي تقوم بما يعرف بالتكشيف غير المقيد، وهو ما يجعل سلبيات ذلك النوع من التكشيف تنعكس على عملية البحث التي تستخدم فيها تلــــــــــــــــــك الأدوات. ( بوعزة ، 2006 ، ص 56-57-58 )
تنظيم المكتبات الرقمية :
إن تنظيم المكتبات الرقمية مسألة متشعبة مقارنة بما هو عليه الحال بالنسبة للمكتبات التقليدية ، إن تنوع الخصائص التقنية والقانونية أو التجارية لأوعية المعلومات الالكترونية يجعل مهمة المكتبي أكثر صعوبة.
يجب على أمناء المكتبات أن يدركوا أن مجموعات المكتبة تشكل وحدة كلية منسجمة، كما يجب أن تكون تلك الرؤية سائدة لديهم بالرغم من أن الوثائق الالكترونية تتطلب قواعد خاصة في مجال الاستخدام غالبا ما تحدد من قبل منتجيها، وبالرغم أيضا من أن استخدام تلك الوثائق يتطلب أجهزة تقنية خاصة، وعليه، يجب اعتماد المقاربة الثقافية والقواعد المهنية المتعارف عليها نفسها في معالجة الأوعية التقليدية في التعامل مع مختلف العناصر الجديدة المكونة لمجموعات المكتبة، وحاصل القول أنه ينبغي تغليب المضمون على الشكل وليس العكس، فإذا أردنا ألا يتيه المستفيد داخل مجموعات المكتبة وأن يجد طريقه بسهولة، ينبغي التعامل مع مختلف مصادر المعلومات بالمكتبة بطريقة منسجمة ومتسقة. ( المرجع السابق، ص 15-16 )

المكتبة الرقمية لجامعة أكسفورد ODL (Oxford Digital Library )
تعد مكتبة أكسفورد الرقمية عنصر مهم وبوابة جامعة أكسفورد للاستراتيجية الرقمية لخدمات نظامها الالكتروني OLIS إلى العالم. لقد أنشئت عام 2002 من أجل إيجاد عمل ذكي وخلاق لتطوير البنى التحتية لتقنية ورقمنة كل خدماتها، ومن أجل دخول مباشر إلى مجاميع المكتبات الواسعة في الجامعة. إن ODL يحمل دورا كبيرا في توفير المساواة في الأهمية في تنشيط عمليات الرقمنة في الجامعة.
إن المكتبة الرقمية لمكتبة جامعة أكسفورد تعد مكتبة هجينة ( Hybrid Library ) للمصادر الرقمية التي توفرها، إذ عليها أن توفر التكامل فيما بين الرقمية والتقليدية، وهي تشمل سلسلة طويلة من المواد المكتبية المطبوعة: المصغرات و الأشكال الالكترونية ( الالكترونية والرقمية ) على الأقل لحين تكامل المواد الموجودة في مستودعاتها وتهيئتها للنشر، كما أنها تخطط لبناء مجموعة جيدة من المصادر الرقمية للإتاحة المحلية أو المباشر، وهو الهدف الرئيس منها في تمكين مجاميعها التقليدية من إتاحتها على الخط المباشر. كما أنها ستقوم على الترويج لمجموعتها المكتبية الرقمية إلى العالم، داعمة بذلك سمعة ومكانة جامعة أكسفورد عالميا.
لذا فإن استخدام المعايير في معالجة التحول الرقمي ولوصف المصادر الرقمية هو من أولويات المشاريع المدعمة ماليا لها، كما أنها تخطط إلى توفير خبرتها و تجاربها في مجال الرقمنة إلى المشاريع الأخرى وتقديم الاستشارات الفنية لها، يبقى أن نقول مكتبة أكسفورد الرقمية بدأت عملياتها كوحدة جديدة من خدمات المكتبة الجامعية في تموز من عام 2001.

المكتبات المرتبطة بنظام OLIS
ترتبط في نظام OLIS أكثر من 100 مكتبة متنوعة، هناك نوعين من المكتبات:
§ النوع الأول: المكتبات التابعة لجامعة أكسفورد من كليات أو مؤسسات بحثية.
§ النوع الثاني: المكتبات الخاصة، غالبيتها مكتبات بحثية وملحقة بكليات وأقسام ومؤسسات الجامعة ومكتبات الكليات وهي تشترك مع المكتبة في نظام فهرسها الآلي.





نظام معلومات مكتبات أكسفورد:
نظام معلومات مكتبات أكسفورد OLIS نظام مكتبي متطور، أعد من قبل شركة GEAC وذلك عام 1996 يرى المستفيد منه قاعدة بيانات لموجودات المكتبة ضمن الفهرس الآلي لها، بينما نراه في الجانب الآخر نظام موحد ومعقد لموظفي المكتبة يستخدمونه في طلب الكتب والدوريات وتسجيل المواد الواردة إلى المكتبة وفي تسجيل إصدارات الدورية الجديدة، كما يستخدم في إعارة الوثائق والمطبوعات، وتوفير حجز الكتب للباحثين والطلاب، فضلا عن إرسال إشعارات إلى المستعيرين حول إعادة الكتب أو تجديد إعارتها وكذلك إشعارات إلى الناشرين حول قوائم الشراء والحصول على مطبوعات جديدة.
يضم نظام OLIS أكثر من 5 ملايين عنوان لما يقدر من موجودات بحوالي 10 ملايين عنوان ضمن مقتنيات المكتبات التابعة لجامعة أكسفورد من كليات و أقسام أو من خلال المكتبات المشتركة معها.
إن أغلب محتويات نظام OLIS هو الكتب والدوريات، أما فيما يتعلق بالتغطية للمواد الأخرى مثل الخرائط والقطع الموسيقية والمخطوطات والمطبوعات الحكومية فإنها أقل شمولا.

الخدمات التي تقدمها جامعة أكسفورد:
تقدم مكتبة أكسفورد الرقمية سلسلة من الخدمات لدعم إنشاء مصادر رقمية من خلال محتويات خدمات المكتبة الجامعية وهي:
§ الصور الرقمية: إذ توفر سلسلة كاملة من الصور الثانية ( الأبيض والأسود والملون )
§ النصائح والاستشارات: وتشمل الإدارة ومخطط العمل والإنتاج الفكري والمحددات والتكاليف.
§ التعاون مع OULS خدمات مكتبات جامعة أكسفورد و OUCS الخدمات الآلية لجامعة أكسفورد من حيث الخزن والمكننة الأرشيفية.
§ الارتباط بمصادر ملائمة لتطوير المكتبة الرقمية ومستودعاتها.







النتائج والتوصيات :
§ على الرغم من أن المكتبة الرقمية أقل تكلفة ولكنها تحتاج لتجهيزات مثل ( الحواسيب وصيانتها ، وخدمة الانترنت ..... ).
§ المكتبة الرقمية لن تلغي المكتبة التقليدية ( الورقية ).
§ يجب أن تكون مصادر المعلومات موجودة بشكليها الورقي والرقمي.
§ المكتبة الرقمية لا تلبي احتياجات كافة الشرائح الاجتماعية.
§ المكتبة الرقمية توفر الوقت والجهد.

الخاتمة :
أدى ظهور المكتبات الرقمية إلى انبهار العديد من الشرائح الاجتماعية بها بما في ذلك مختصي المعلومات أنفسهم. وعليه، بات الناس ينسجون أساطير وأوهامًا حول مزايا هذه المؤسسات السحرية. و يبدو أن هذه الأساطير جاءت نتيجة لنظرة شديدة المغالاة بالنسبة للمستقبل ولعدم الإلمام بكل معطيات الواقع. ومهما يكن من أمر فإن هذه الأساطير تتضمن بعض الحقائق.
تمثل الإنترنت انتصارًا لحضارة الكتابة على طرق الاتصال الأخرى، وذلك رغم أن شبكة الويب باتت تتيح المعلومات في شكل وسائط متعددة (Multimedia)، منها النص والصورة والصوت. فالإنترنت تبقى ملائمة لتبادل النصوص أكثر منها لتبادل ملفات الصور والتسجيلات الصوتية التي تتطلب طاقة كبيرة لنقل كمّ كبير من البيانات. وهكذا تأتي الإنترنت لتعيد إحياء تقاليد الاتصال المكتوب الذي كاد يندثر بسبب سيادة الاتصال الشفاهي (عن طريق الهاتف والإذاعة...) والمرئي (عن طريق التليفزيون ، والفيديو...). فالاتصال الذي بات سائدًا يتم بواسطة البريد الإلكتروني. وعليه، أصبحت لوحة المفاتيح (Keyboard) والفأرة (Mouse) تمثلان أدوات الكتابة الجديدة، فمعرفة استخدامهما يعتبر شرطًا أساسيًا لرفع الأمية المعلوماتية.
ومن الأوهام الأخرى السائدة في هذا المجال أن المكتبات الرقمية ستمكن جميع الشرائح الاجتماعية من الوصول العادل إلى المعلومات، وذلك أينما كان المكان الذي يوجد فيه المستفيد، وأيان كان الوقت الذي يرغب فيه الوصول إلى المعلومات. وسرعان ما يتبدد هذا الوهم عندما نرى أن الوصول إلى المكتبات بدون جدران يتطلب الاشتراك في خدمة الإنترنت وتوفر الأجهزة اللازمة، وهذا ما يقصي تلك الفئات الاجتماعية التي تفتقر إلى مثل هذه الإمكانيات. ولما كان الأمر كذلك فإن الهوة التي تفصل بين أغنياء المعلومات وفقرائها ستتسع في المستقبل وسيتفاقم الوضع عندما ينجح الناشرون في تطبيق رسومهم المغالى فيها على استخدام المعلومات الرقمية.